زكي رستم … فقد حاسة السمع ومات وحيدا – خاص

جان فريسكور – بيروت

هو افضل ممثل في تاريخ الفن المصري على الاطلاق , استطاع ان يبهر النقاّد الذين تحدثوا طوالا عن اندماجه الكبير في الشخصية التي تسُند اليه سواء كان شريرا ام طيبا فهو من استطاع ان يحصل على اهم الادوار ومنها الفتوة او الاب المكافح او الباشا 

البصمة التي تركها رستم خلال مسيرته الفنية اصبحت لها قيمة اضافية مع مرور الزمن اذ تعلّم منه الكثيرون الانضباط والجدّية في العمل والسهر لتقديم ادوار محترمة و جميلة

محبته لبلده مصر كان لا يوصف فهو من رفض ابرام عقد لفيلم عالمي بسبب الرسائل المتواجدة ومن شانها التقليل من قيمة العرب

ادواره لم تقتصر فقط على الشاشة الصغيرة بل قّدم خلال هذه المسيرة المشرّفة اكثر من خمسة واربعون مسرحية نذكر منها كرسي الاعتراف ومجنون ليلى والوطن ومصرع كليوباترا وتحت سماء إسبانيا والشيطانة واليتيمة

بدأ مشواره عام 1930 حيث اختاره المخرج محمد كريم لبطولة الفيلم الصامت زينب أمام بهيجة حافظ الى ان اختاره الفنان الكبير محمد عبد الوهاب في اولى افلامه وهو كان بعنوان الوردة البيضاء وذلك عام 1933

كان زكي رستم يحب ان يعيش وحيدا خاصة بعد انتحار حبيبته التي خافت من رفض اهلها الزواج من مشخصاتي وكان يبتعد جدا عن زملائه خارج البلاتو فكان يعيش وحيدا مع كلبه الذي كان يقوم بالمشي معه في الصباح الباكر ومع خادمه الذي بقي الى جانبه مدة طويلة الى ان بدأ رستم يفقد حاصة السمع مع العلم انه رفض الاستعانة بسماعة وذلك الرفض تسبب له بموقف محرج خلال تصويره احد افلامه فلم يستمع الى صوت المحرج الذي كان يقول له ان يتوقف عن استكمال المشهد الشيء الذي جعله يعتزل الفن ويبتعد عن الاضواء

وُلد “رستم” وسط أسرة أرستقراطية، وكان والده سياسياً بارزاً، وصديقاً شخصياً للزعيم مصطفى كامل، وفي عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا، ورفض استكمال مشواره التعليمي، الأمر الذي أصاب والدته بحزن شديد، لأنها كانت تتمنى له الالتحاق بكلية الحقوق، ومارس الرياضة في سن الشباب، وحصل على بطولة الجمهورية في حمل الأثقال، لكنه لم يستمر

ازمة قلبية الّمت به ادخلته المستشفى ولكن قلبه الضعيف لم يتجاوب مع الدواء وتوفي بعد فترة وذلك في شباط عام 1972 والجدير ذكره ان اهل الفن لم يشاركوا في الدفن وبقي الى جانبه خادمه الوفي والفنان عبد الوارث عسر