مهرجان الزمن الجميل … فن من ذهب وحب لا يصدأ

جان فريسكور – بيروت

في زاوية من الزمن لا تزال فيها الألحان تحفظ هيبة الكلمات، وتهطل الذاكرة بنغم لا يُنسى، يُولد من بيروت كل عام مهرجانٌ لا يشبه سواه… اسمه “مهرجان الزمن الجميل”، لكنه ليس احتفالًا عابرًا، بل احتضانٌ دافئ للفن الحقيقي، واعتراف حقيقي لمن غنوا وبقيت اعمالهم راسخة و مطبوعة في اذهاننا و قلوبنا المتعطشة دائما لهذا لفن الجميل 

يقف خلف هذا العرس الفني إنسان آمن بالفن قبل أن يُكرّم رجاله، هو الدكتور هراتش سغبازاريان، الذي قال انه ليس سهلاً أن تكرّم من صنعوا مجدًا, الأصعب أن تفعلها بصدق، دون مصلحة، دون عدسات موجهة، بل بدافع نبيل أن نقول شكرًا… ولو متأخرًا

كل سنة، تتحوّل بيروت من مدينة متعبة إلى مسرح ذهبي، تصعد عليه أصوات غنّت للحب، وللوطن , يعود صوت الزمن الجميل، لا عبر أشرطة قديمة، بل في عناق جمهور، في لحظة صدق

هذا المهرجان لا يكرّم فنانين فقط، بل يوقظ فينا الإحساس الذي  يذكّرنا أن الفن ليس فقط كلمات ولحن، بل تاريخ، وهوية

وإذا كان كثيرون يحتفلون بالفن الجديد، فهنا في مهرجان الزمن الجميل، نحتفل بما كان حقيقيًا ، بما يستحق أن يُقال عنه هذا الفن من ذهب، وهذا الحب لا يصدأ

في ليلة صيفية دافئة , اجتمع النجوم تحت راية الحب و الفن في كازينو لبنان حيث توقف الزمن وعادت بنا ساعة الزمن الى الوراء لنعانق الماضي ونستنشق منه رائحة الفن الاصيل 

مهرجان فني فريد جمع باقة منوعة وراقية من اهل الفن في الوطن العربي اعلتوا المسرح من جديد واستمتعنا باجمل اغانيهم القديمة فكانت المفاجئة من الفنان رجا بدر الذي وصل خصيصا من كندا ليخيط فستان العروس من جديد ويزيل الغبار عن التفتة الهندي كما والفنانة هدى روحانا صاحبة اغنية حبيبي بحب التش التي نورّت المسرح مترافقة مع رذاذ بحر الروشة 

قدمت السهرة الممثلة المتالقة دائما صاحبة الصوت المختلف , كارمن لبّس وبكامل اناقتها ليكتمل المشهد وتطلعنا عن كافة المكرمين 

شهد المهرجان تكريم 22 شخصية لبنانية وعربية برزت في مجالات الفن والإعلام والطب، وهم , غابريال يمين، جيزيل نصر، جهاد الأطرش، سلوى القطريب، فاروق سلامة، شيرين، السي فرنيني، أيمن زيدان، مها سلمى، رجا بدر، زاهي وهبة، عايدة رياض، نقولا دانيال، الدكتور ناجي الصغير، وفاء موصلي، ليلبان أندراوس، هدى روحانا، يولاند خوري، رندة حشمي، ليلى اسطفان،  ونجمة الجماهير النجمة نادية الجندي والمخرج محمد مختار عن فيلم الباطنية الذي مازال يحصد نجاحات كبيرة الى يومنا هذا رغم كل المحاربات 

الفنان غسان صليبا الذي قدم باقة من اغانيه القديمة بشكل ميدلي وسط لوحة فنية جميلة مع فرقة رقص ترجمت على طريقتها ايضا تلك الحقبة الجميلة , اهداها الى كل المكرمّين موجها تحية الى الدكتور هراتش صانع الجمال في الوطن العربي

فاروق سلامة هذا الموسيقار الفريد سافر بنا الى عالم جميل واعاد الى ذاكرتنا اجمل اغاني السيدة ام كلثوم في لوحة لن ينساها التاريخ في عزف على الة الاكورديون الاحب على قلبه 

ايمن زيدان وفي كلمته على المسرح قال ان من لم يكن وفيا للامس لا يستطيع ان يجعل الغد والمستقبل  اجمل , مشيرا الى ان ساعة الزمن تشعرك بالحنين الى الماضي وشعر بغصّة وقال انشالله بيوم من الايام لما منرجع بالمستقبل للماضي الجميل , يبقى الحنين وتزول الغصّة