بعد غياب عن اللقاءات الحوارية المصوّرة، أطلّت النجمة اللبنانية ديامان أبو عبود في حلقة استثنائية من برنامج “ما بتقطع” مع رنا أسطيح وكشفت للمرة الأولى جوانب كثيرة من مشوارها الإنساني والفني، حيث تحدثت عن فيلم “أرزة” الذي انطلق أخيراً في الصالات اللبنانية وتجسد فيه دور البطولة بشخصية “أرزة” التي وصفتها في سياق المقابلة بأنها نموذج لكل امرأة لبنانية ولكل امرأة مناضلة في العالم. النجمة اللبنانية التي سبق وشاركت في فيلم “قضية رقم 23” لزياد دويري الذي وصل الى ترشيحات الأوسكار، تستعيد في هذا اللقاء محطات بارزة من مشوارها اللامع أمام الشاشة وعلى خشبة المسرح. وتتحدّث بشغف وعاطفة كبيرة عن لحظات لا تُنتسى من مسارها الفني والإنساني. تروي ديامان في سياق حديثها عن فيلم “أرزة” الذي تلعب فيه دور البطولة قصة نضال هذه الشخصيّة ومحاولاتها الشجاعة لتخطي الواقع المرير ومحاربة القدر لاسترداد حقها مهما كانت العقبات. وقد أشارت بأن “أرزة” هي نموذج لكل امرأة مناضلة، فقد شبهتها ببيروت المناضلة وأضافت بأنها تشبه المرأة المناضلة في العالم ككل. وعبّرت النجمة الحائزة مراراً على جائزة أفضل ممثلة، عن إعجابها الكبير بنص الفيلم لفيصل شعيب ولؤي خريش اوعتبرت ان “أرزة” يمرّر رسائله بطريقة ذكية للغاية ويبشهنا كثيراً بشكله الفني والإنساني ونوّهت بالمقاربة الاخراجية لمخرجة الشريط ميرا شعيب، معبّرةً عن اعجابها “بكل الممثلين الرائعين الذين كانوا مؤثّرين كلٌّ منهم بحسب دوره، متحدّثة عن الثنائية اللافتة التي تجمعها بالممثلة اللبنانية بيتي توتل وبالممثل الموهوب جداً بلال الحموي مروراً بكل النجوم الذين شاركوا في هذا العمل”. وعن نموذج الرجل الغائب أو المغيّب في الفيلم فقد اعترفت بانه نموذج موجود في مجتمعاتنا ولكنها أكّدت “مش كل الرجال هيك”. وانتقل الحديث إلى زوج ديامان النجم المصري هاني عادل، فاستذكرت الممثلة اللبنانية قصة اللقاء الأوّل بينهما وروت كيف تدخّل عادل في أحد مشاهد مسلسل “السهام المارقة” ليخفّف من توترها قبيل تصوير أحد المشاهد التي تحاول فيها إحدى شخصيات المسلسل ذبح الشخصية التي تؤديها ديامان فيها، واعترفت أن شرارة الحب بينهما انطلقت بعد مشاركتهما في مهرجان “الجونة”، معتبرةً أنها وجدت نفسها في هذا الحبّ الكبير الذي يجمعهما والقائم على التلاقي الروحي والفكري ووجهّت خلال الحلقة رسالة مباشرة لعادل ردّاً على ما قاله لها في لقائه الأخير مع الإعلامية منى الشاذلي فقالت إنها بدورها وجدت نفسها معه. ونوّهت ديامان بالموسيقى التصويرية لفيلم “أرزة” والتي تولّى عادل بنفسه تأليفها، شارحةً أنه بذل مجهوداً رائعاً لتلائم الموسيقى أجواء الفيلم ورسالته بشكل فنّي عالي المستوى. وعند سؤالها عن الثنائية التي جمعتها بالنجم اللبناني عادل كرم في أكثر من عمل من بينها فيلم “أصحاب ولا أعزّ”، مسلسل “بطلوع الروح” وفيلم “قضيّة رقم 23” تعبّر ديامان عن إعجابها باحترافية كرم وأدائه التمثيلي العالي المستوى. وتستعيد تجربتها مع الفنان المبدع جورج خبّاز، خصوصاً أنها شاركت هذا الأخير كتابة فيلم “وينن” الذي نال جوائز عالمية عدّة كما اجتمعت به في أكثر من تجربة تمثيلية هامّة، معبّرةً عن إعجابها بمسرحية “خيال صحرا” لخبّاز وكرم التي وجدت أنها تلتقي مع فيلم “أرزة” في تصويرها للإنسان ككآن شمولي واحد بعضّ النظر عن كل ما يفرّق البشر من انتماءات أو جذور أو أفكار. وفي جولة على أعمالها القادمة فقد أكدت ديامان التحضير لعدد من المشاريع السينمائية والدرامية من بينها فيلم قصير قد تشارك فيه قريباً وعبّرت عن حماستها لبدء عرض مسلسل “سراب” الذي تتعاون فيه مع ألمع الأسماء من أمثال النجوم خالد النبوي، يسرا اللوزي، هاني عادل، أحمد مجدي وسواهم وأوضحت أنه مقتبس عن المسلسل الشهير ” seven types of ambiguity” ويتألّف من عشر حلقات ويُعتبر من أولى إنتاجات منصة TOD الأصلية. وعاد الحديث خلال الحلقة إلى محطات مفصلية في حياة ديامان وتكوين شخصيّتها الفنية والإنسانية، فاستذكرت فترة الطفولة وما رافقها من ذكريات ولحظات لا تُنتسى كما مرّت على فترة الشباب وصولاً إلى مقاعد الدراسة الجامعية. وتحدّثت عن شغفها الكبير بالتمثيل وفلسفتها الخاصة للمقاربة التي تعتمدها في تجسيد الشخصيّات. ثم توقّف الحديث عند حادث سير كبير كانت قد تعرّضت له النجمة اللبنانية منذ أكثر من 13 عاماً وتسبّب لها بتروما معيّنة لفترة من الزمن امتنعت خلالها عن القيادة قبل أن تعود تدريجياً إلى تقبّل الفكرة. وعند سؤالها عن نظرتها لمفهوم الموت، اعترفت أبو عبّود انها لم تكن متصالحة أبداً مع الفكرة وأنها لم تكن تقوَ في السابق على استيعاب فكرة الرحيل والفقدان ما منعها من حضور جنازة جدّها، إلا أنها أكّدت أنها عادت وتصالحت مع فكرة الموت مع مرور الزمن وأصبحت أكثر تقبّلا لها. وتخلّل اللقاء الكثير من المفاجآت واللحظات المليئة بالتأثّر وبالمواقف الصريحة والشفافة لنجمة هذه الحلقة ديامان أبو عبّود التي أجابت على كلّ الأسئلة بتلقائية وجرأة عالية.