Home شارع الأخبار حرائق لبنان تأكل الأخضر واليابس

حرائق لبنان تأكل الأخضر واليابس

849
0

لا تزال جهود الدفاع المدني والطوافات لاسيما المستقدمة من قبرص وتركيا والاردن واليونان مستمرة لاخماد الحرائق المشتعلة على طول 120 منطقة لبنانية او منعها من التجدد، بمشهديّتها التي تُدمي القلوب حسرةً على الثروة الحُرجيّة ولوعةً على الأرواح والأرزاق لاسيما تلك التي اجتاحت الشوف والمتن وجزءا من الشمال خاصة في الدامور والمشرف والدبيّة ومزرعة يشوع وعكار وبعد الظهر في الأحراج الخضراء الممتدّة حتى مدخل الشوف.

بو صعب: الحرائق أكبر مما كان متوقّعا

وفي هذا الاطار، أكّد وزير الدفاع الياس بو صعب أن “الحرائق أكبر مما كان متوقّعا وطلبنا مساعدة من قبرص لاستخدام المزيد من الطائرات”.

وقال بو صعب في مؤتمر صحافي من قبرص ان “الحرائق اكبر مما نتوقع ولا عامل الطقس ساعد في اخمادها ولا حتى الحرارة والرياح وهذه اخطر حرائق نمر في من لبنان”.

وأوضح ان “قبرص تدرس إرسال طوافة للمساعدة في إخماد الحرائق والقبارصة قرروا ان يرسلوا الآن طائرتين اختصاصيتين لاطفاء الحرائق ولكن بشكل فاعل اكثر وتصل قدرتهما الى 20 طناً من المياه

وشكر جهود قبرص لا سيما بعد ان ” كانت هناك تلبية سريعة من قبل القبرصيين بامدادنا بالطائرات وهناك طائرتان قبرصيتان تساعدان في اخماد النار، إضافة الى 4 هليكوبترات للجيش اللبناني

وقال: حريصون على التنسيق والتعاون مع الدول المجاورة لايجاد حل سريع لاخماد الحرائق

وقال ألّا كلفة للطائرتين القبرصيتين على لبنان سوى تزويدهما الطائرتين بالفيول والمياه وتسديد كلفة اقامة الطيارين في الفندق، لافتا الى ان هذا يأتي في إطار العلاقات القائمة بين البلدين ولأن لبنان يتعرض لكارثة.

وأعلن بو صعب ان وزير الدفاع القبرصي أكد أن طائرتين أردنيتين من طراز puma أخذتا الاذن للمرور بالاجواء القبرصية للتوجه الى لبنان للمساعدة باخماد الحرائق وستصلان إلى مطار بيروت اليوم.

وغرّد بوصعب عبر حسابه على تويتر قائلا: ” ستقلع طائرتان من اليونان الى بيروت من طراز canadair ذات الحمولة الكبيرة والفاعلة والمتخصصتان بإخماد الحرائق اضافة الى عربتي إطفاء و٣٠ عنصرا على متن طائرة c130″.

كما طلبت وزارة الصحة من كل المستشفيات استقبال كل الحالات الناتجة عن الحرائق المندلعة على نفقة الوزارة 100%.

الحرائق تضع “السيكورسكي” في دائرة الاستهداف

وأكانت مفتعلة ام لا، تبقى النتيجة واحدة: احتراق الاحراج في موسم من المفترض ان تكون الدولة مجهزة لمواجهة الكارثة البيئية التي لا تفوّت عاما الا وتلتهم الاخضر واليابس، أبرزها حريق المشرف والناعمة في الشوف، ما دفع الدولة للاستعانة بطائرتين قبرصيتين متخصصتين للمساعدة في إخماد الحرائق، علما ان تصل مروحيات اخرى من اليونان والاردن.

الفضيحة التي كشفت النيران النقاب عنها، تمثلت في إهمال صيانة طوافات الإطفاء الثلاث من نوع سيكورسكي، طراز S-70A، بقيمة نحو 13 مليون دولار، تمّ شراؤها عام 2009 بمسعى من جمعية “أخضر دايم”، التي ضمّت عدداً من الهيئات الإقتصادية وأركان القطاع الخاص ورجال أعمال وعدداً من الجمعيّات البيئية، وتقديمها كهبة الى الدولة. وتضمّنت الهبة 3 سنوات صيانة إضافةً إلى مليون دولار كبدل عن قطع غيار، وبعد انقضاء السنوات الثلاث لم تكمل الدولة صيانتها ما تسبّب بإيقافها عن العمل.

غياب هذه الطوافات عن إخماد الحرائق اليوم، وضع هذه المبادرة التي أطلقت في الأساس من أجل هدف نبيل، في دائرة الاستهداف، وبدأت منذ الصباح التساؤلات عن توقفها عن العمل.

وزير الداخلية والبلديات السابق زياد بارود الذي تمّ تقديم المروحيات في عهده اوضح أنّ المشكلة بدأت بعد 3 سنوات عند انتهاء هبة الصيانة التي تكلف نحو 450 ألف دولار، معتبرًا أنّ كلفة صيانة طوافات السيكورسكي ليست كبيرة نسبة لكلفة الاضرار التي تخلّفها الحرائق”.

وأضاف: ‏”حرائق لبنان المأساوية تعيد طرح السؤال ذاته المطروح منذ 2012: أين طوافات السيكورسكي؟! ولماذا لم يتم تعزيز قدرات الدفاع المدني حتى الآن؟! اليكم ما أعرفه، بكل أسف.

الطوافات ال3 كانت هبة ولم تكلف الدولة قرشا واحدا وشملت الهبة الصيانة ل3 سنوات وتدريب الطيارين. وقد اختار المواصفات سلاح الجو في الجيش مع مؤسسة Veritas ثم أرسل دفتر الشروط إلى 21 شركة عالمية ورسا على الأدنى سعرا.

أضاف:”الطوافات استعملت على مدى 3 سنوات وشاركت حتى 2013 بمكافحة ما يزيد عن 11 حريقاً وبفعالية. هل المسألة تتعلق فعلا بالصيانة؟ أم ثمة قطبة مخفية؟ في اي حال، تبقى كلفة الصيانة متواضعة مقارنةً مع غضب الناس وخوفهم والخسائر في الأرواح والممتلكات وفي الأخضر القليل المتبقي.

مصادر عسكرية: مخصصة للنقل لا للاخماد

في المقابل، أكدت مصادر عسكرية لـ”المركزية” ان طوافات السيكورسكي الثلاث التي استقدمت فيما كان الوزير بارود في وزارة الداخلية، والتي وضعت بتصرف الجيش، لم تكن مخصصة لإخماد الحرائق بالأساس بل للنقل، ولم تخل من المشاكل ، اذ ان احداها تعرضت لحادث خلال الهبوط ، اما الطوافتان الاخريان فبحاجة الى قطع غيار وكلفة الصيانة مرتفعة جدا، كما ان قدرة المناورة ضعيفة في مناطق الجبال، فضلا عن ان كل طوافة تحتاج الى كلفة في الساعة تقدر ب٦٥٠٠دولار اميركي، والطوافات تلك لا تحمل الا مياه البحر المالحة بينما يفضل في الحرائق رش المياه الحلوة.

الطوافات تتسع لـ ٤ الاف ليتر مياه الا انها وبسبب الحمولة، فإن فاعلية عملها تصبح محدودة، نظرا للطبيعة الجبلية للمناطق الحرجية. وبالميزانية المحدودة للجيش، كان من المستحيل تأمين صيانتها، بينما من الاجدى الاعتماد على طوافة عسكرية تستطيع القيام بمهمة اطفاء الحريق اضافة الى مهام عسكرية.

عبود يردّ: سلاح الجو في الجيش اختارها وكشف عليها ولم نفرضها

في المقابل، اكد الوزير السابق ورئيس جمعية “أخضر دايم” فادي عبود لـ”المركزية” ان جمعية “اخضر دايم” لا علاقة لها باختيار طائرات الهليكوبتر والتقنية لا من قريب ولا من بعيد. انتهى دورنا عند جمع التبرعات. سلاح الجو في الجيش اللبناني هو من اختارها، وهو من توجه الى اسكوتلندا وفحصها، في حين كنا نجمع الطائرات لشراء طائرة “كنداير”، لأنهم قاموا في وقتها باستعراض في الكسليك، وشاهدنا كيفية عملها، لكن رأي سلاح الجو كان بأنها غير صالحة للبنان، بسبب تضاريسه الجبلية والوديان، وليس لدينا بحيرات كي تهبط عليها هذه الطائرات، وقد يكون البحر مائجاً في فصل الشتاء فلا تتمكن من الهبوط ايضا الطائرة، حتى في فصل الصيف، عندما يكون البحر مائجا، بالتالي نفضل الهليكوبتر. الجيش هو من اختار المواصفات.

وأضاف عبود: “تلقينا عروضاً من 23 شركة، وكان هذا العرض الافضل لشركة في اسكوتلندا، وذهب الجيش وكشف عليها وطلبنا من مكتب veritas القيام بالكشف الكامل على كل برغي في الطائرة للتأكد من نوعيتها وجودتها”.

واستغرب عبود موقف المصادر العسكرية الذي يقول ان الطائرات غير صالحة، وتساءل: “هل فرضنا الهليكوبتر على الجيش اللبناني؟ طلبت من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إجراء التحقيق، وهذا ما قام به. ولكن “اخضر دايم” لا علاقة له. وعندما وصلت الطائرات اصدر الجيش بيانا أكد فيه استلامه اياها، وبأنه حاضر لإطفاء كل الحرائق. ثم لاحقاً قالوا بأنهم لا يملكون التمويل لصيانتها، واليوم يعلنون بأنها غير صالحة”.

وتابع: “نشتكي دائما من الفساد في لبنان، إنما مقابل الفساد هناك كم اكبر من الهدر والاهمال. كيف يمكن للجيش ان يختار طائرات واليوم يقول إنها غير صالحة. ومجرد البحث عبر “غوغل” يتبين ان هذه الطائرات اكثر من صالحة. فإذا كانوا اكتشفوا من البداية بأن الضباط الذين كانوا مسؤولين اخطأوا في اختيار الطائرات، كان بالامكان عندها مباشرة بيع الطائرات والتفتيش عن بديل منها”.

استنفار رسمي…متأخر!

وفي المعالجات، طمأن رئيس الحكومة سعد الحريري الى أنّه تم التواصل مع دول عدة لإرسال طوافات تكون قادرة على إخماد الحرائق في الليل في حال تجددها، وشدّد على أنّه لا بدّ من فتح تحقيق في ملابسات الحرائق وأسبابها. وأعلن إنّ هيئة الإغائة ستقوم بإحصاء الأضرار مؤكدا ان الدولة تقوم بواجبها وتتابع ما يحصل 24/24 وشكر جميع الأجهزة على الجهد التي تقوم به.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال ترؤسه جانبا من اجتماع الهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والازمات والكوارث التي التأمت في السراي الحكومي في حضور وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن التي قالت:”منذ اليوم الاول، يتواجد الدفاع المدني على الارض كما وكل الافواج الاطفاء لم يحصل اي تقصير ابدا، فالافواج اتت من بعلبك الى الضاحية الى المتن الى بيروت فصيدا.. الكل وضع كل قدراته وامكانياته مع عناصر الدفاع المدني الذين يعملون منذ 24 ساعة ولم ينموا للسيطرة على الحرائق على رغم العوامل الطبيعية غير المساعدة، من الرطوبة المتدنية الى الهواء العالي حيث وصل امس الى 50 كلم في الساعة، وحيث كنت في المشرف كان الحر شديدا. كل هذه العوامل الطبيعية تعمل ضدنا وهي ليست خاصة بلبنان بل بكل المنطقة المحيطة. نحن متواجدون على الارض، واتوجه الى البلديات لتنشيط دورها وتفعيله في المناطق المعرضة للحرائق وان تكون على استعداد كامل وجهوزية تامة تحسبا لاي طارئ وللمساهمة في تأمين صهاريج لمكافحة الحرائق في حال اندلعت”.

أضافت: ” طلبت من وزارة التربية اخلاء كل المدارس المحيطة بمنطقة الحرائق على بعد اقله 5 كلم كذلك الجامعات، “كما طلبنا من وزارة الطاقة فصل كل خطوط التوتر العالي والمتوسط، لانه سقط في بلدة الدبية خط توتر سبب الحرائق هناك”. واكدت “بذل كل جهد لمكافحة الحرائق من كل النواحي من خلال وزارتي الدفاع والداخلية الممثلة بالدفاع المدني وقوى الامن الداخلي والامن العام والبلديات والمحافظات، وهم على استعداد كامل وتام للعمل ليلا نهارا لمكافحة الحرائق. بقي امامنا 24 ساعة صعبة لانه يتخوف من حدوث حرائق في كل المناطق، اناشد كل البلديات البقاء على اتم الجهوزية تحسبا لاي طارئ “.

من جانبه، أوعز رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النار. واطلع على تقارير عن الحرائق في عدد من المناطق اللبنانية وأوعز بوضع كل الإمكانات بتصرف الفرق التي تتولى عمليات الإطفاء، منوهاً بالجهود المبذولة لمكافحة الحرائق التي يبذلها رجال الدفاع المدني والجيش والإطفاء. وطلب الرئيس عون فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق “سيكورسكي” عن العمل منذ سنوات وتحديد المسؤولية، كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث والإسراع بتأمين قطع الغيار اللازمة لها.

جريصاتي اطّلع على أضرار الحرائق

وتفقّد وزير البيئة فادي جريصاتي قبل ظهر اليوم الحرائق التي اندلعت في مناطق المشرف والدامور ومزرعة يشوع واطلع على حجم الاضرار.

وأوضح ” أن وزارة البيئة بالامكانيات المتواضعة لديها قامت بدور التوعية الذي هو من مسؤوليتها فنحن لسنا السلطة على الارض بل وزارة الداخلية والدفاع المدني وهم يقومون بأدوارهم انما نحن قمنا بموضوع بالتوعية وهذا ما قمنا به ونظّمنا حملة للوقاية من خطر الحرائق وشاركت بها شخصياً في سحمر ويحمر وجلنا على عدد من المناطق وقدمنا معدات لبعض البلديات كي تستطيع القيام بتنظيف الاحراج”.

وعن طلب رئيس الجمهورية فتح تحقيق في الحرائق، قال جريصاتي ” كنت مجتمعاً مع العميد خطار الذي أحيي جهوده مع كل فريق عمله وبحسب تقارير الدفاع المدني هناك حرائق اندلعت عند الساعة الواحدة فجراً، وفي هذا الوقت لا تكون الشمس هي التي أشعلتها إنما لست أنا المرجع المختص وعلينا إنتظار التحقيق من القوى الامنية، واذا كان أحد إفتعل الحرائق فهو مجرم ويستحق أقصى عقوبة”.

اما وزير الزراعة حسن اللقيس فأعلن أنه حفاظاً على الثروة الحرجية وإصلاح كل ما تضرر، أعطى توجيهاته لبدء العمل على تأمين الأغراس الحرجية اللازمة، لإعادة التحريج وتعويض المساحات المتضررة عبر حملات وطنية كبرى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والقطاع الخاص

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here