طالبت الحركة المتوسطية بحل مجلس النواب ورحيل الحكومة المستقيلة أصلًا من مهامّها وقيام حكومة انتقالية مؤقتة مهمتها الأولى إجراء انتخابات رئاسية ينتخب فيها رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب وتنظيم انتخابات نيابية على أساس قانون انتخابي خارج القيد الطائفي. جاء ذلك في المؤتمر السياسي الذي عقدته الحركة أمس في البقاع في فندق مسابكي – شتورا في إطار برنامج “الأيام المتوسطية في لبنان” والذي حضره حشد من فعاليات البقاع وهيئات المجتمع المدني والأهالي. عريفة الحفل الشاعرة رانية مرعي قالت إن الدساتير والقوانين ليست منزلة وقد سقط الرهان عليها لأنها لم تستطع أن تحمي الوطن والمواطن فمعظمها من مخلفات استعمار وانتداب وتبعية، والقيّم منها مخبأ في أدراج صدئة يحرسها موظف مهما تبدلت رتبته هو فاسد ورأت أن التغيير لا يتم بعصا سحرية إنما يحتاج إلى عقول نيّرة ونوايا وطنية وسواعد ثابتة واللقاء المتوسطي اليوم بقعة ضوء في هذا الظلام الذي يسرق أعمارنا. بدورها شدّدت القيادية في الحركة المتوسطية المستشارة لبنى حايك على دور المرأة الأساسي والمطلوب في التغيير السياسي والمجتمعي ورأت أن هذا الدور تحصّله المرأة بنفسها من دون منّة من أحد، وطالبت بكوتا نسائية لتتمكن المرأة من القيام بهذا الدور مشدِّدةً على أن الحركة المتوسطية تولي أولوية قصوى لدور المرأة ومسؤولياتها في الحياة الوطنية ليس لأن المرأة نصف المجتمع بل لأنها تصنعه، لذا هي كل المجتمع. من جهته قال القيادي في الحركة المتوسطية كمال مكحّل إننا نجتمع اليوم في بقاعنا الحبيب، قلب لبنان النابض بعطاء أرضه وعقول أبنائه، لننطلق في نهضة فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية لبنانية شاملة جعلتها الحركة المتوسطية عنوانًا لعملها السياسي المختلف عن بقية الأحزاب والحركات السياسية. فالحركة المتوسطية حركة حضارية تعمل في السياسة والاقتصاد والاجتماع والإنماء لبناء الوطن والمجتمع بناءً حضاريًا متقدّمًا وبناء الإنسان المواطن الملتزم قضايا وطنه وشعبه كما القضايا الإنسانية النبيلة. وأضاف إن الحركة المتوسطية حركة روحية جامعة تأخذ بجوهر الأديان الواحد المتمثل بالحق والعدل والمساواة والحرية والسلام والكرامة الإنسانية وهي حركة توحيدية جامعة في زمن الصراعات الدينية والحروب المذهبية التي تفتك بالحضارة والوطن والمجتمع. إسرائيل دولة إرهابية مؤسس الحركة دريد عوده طرح مشروعها الحضاري والسياسي المتمثّل بقيام وحدة متوسطية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية شاملة تضم بلدان المتوسط الأوروبية والآسيوية والأفريقية في إطار ما أسماه “الاتحاد المتوسطي” وهو كتلة سكانية عظيمة تبلغ نحو 500 مليون نسمة، مشدّداً على “رفض انضمام إسرائيل إلى وحدتنا المتوسطية فهي دولة مارقة، منبوذة، وخارجة على القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان وتمارس إرهاب الدولة بأعتى أشكاله: الاحتلال، وهي دولة دينية أصولية بحكم فصل وقتل عنصري يمارس سياسات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وهي بهذا كلّه النقيض الجذري للروح المتوسطية الإنسانية. وإذ رفض الانخراط في سياسة المحاور، طالب عوده بعالم متعدد الأقطاب وبأن يكون اتحادنا المتوسطي قطباً وازناً فيه يعكس شخصيتنا الحضارية والروحية الغنية وثقلنا السياسي والاقتصادي