Home مقابلات بلال العربي ل شارع الفن …. اختلفت ثقافة المشاهد

بلال العربي ل شارع الفن …. اختلفت ثقافة المشاهد

570
0

بلال العربي

بعد مسيرة طويلة على درب الإعلام في العالم العربي، هل ترى أن هناك تغيرات كثيرة طرأت على هذا المجال؟

طبعاً هناك تغيرات كثيرة طرأت على الإعلام منذ الوقت الذي بدأت فيه مسيرتي المهنية في التسعينيات، منها تطور التكنولوجيا وبروز وسائل التواصل الاجتماعي، حتى ان مقاييس ومعايير الإعلام تغيرت; لقد انضمينا إلى مؤسسات إعلامية تحت مقاييس مختلفة، فقد أصبح الاعتماد اليوم مثلاً اكثر على الشكل من ضمن الأشياء الأخرى، وبالتالي فقد أصبحت المنافسة أكبر. فحين بدأت في هذا المجال، كان هناك فضائية عربية واحدة، ولم يكن هناك زحمة في هذا الإطار كما هو الحال اليوم مع كثرة الفضائيات والقنوات، أضف إلى كل ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت التي قلبت المقاييس وباتت تتشاطر مع التلفزيون نسب المشاهدين.

 استطعت بفترة ان تدخل كل بيت من خلال برنامجك “ب بيروت” ، ما السر في هذا البرنامج؟

السر في برنامج “ب بيروت” يكمن بأنه كان من أوائل البرامج الجماهرية التي نُقلت مباشرة عبر الهواء من خارج إطار الإستديو التقليدي، وكان هذا أمراً مميزاً للغاية. من بعدها اكتشف المشاهدون في البرنامج هوية خاصة به لا تشبه اي من البرامج المماثلة ، فهو ينتمي أكثر إلى البرامج الاجتماعية القريبة من الناس والعفوية بعيداً عن التكلف والتنميق الإعلامي. من هنا استمرارية البرنامج على مدى أربع سنوات مع ارتفاع نسب المشاهدة من سنة إلى أخرى وهذا ما يدل على التعلّق المتنامي للمشاهدين ببرنامج يناقش كافة المواضيع التي تهم الإنسان العربي بعيداً عن المناطقية والتخصصية

bilo 2

 بعد ب. ب بيروت و”نجمة العرب” هل تحضر لأي مفاجأة جديدة عبر شبكة قنوات روتانا؟

انشاءلله أن يكون هناك دوماً مفاجآت وتحضيرات لأعمال جديدة، والجميل بمجموعة قنوات روتانا أن المفاجآت تكون حتى لنا مع اعتمادها دائماً للأفكار الجديدة

 مع كثرة البرامج التلفزيونية اليوم لا سيما تلك الفورمات، هل ترى أن هناك أفكار جديدة ما زالت تشد المشاهد؟

طبعاً هناك أفكار تشد المشاهد، لكن المحطات الكبيرة باتت اليوم تتجه أكثر للبرامج المعلبة والجاهزة والمضمونة النجاح –في حال نجاح هذه الأفكار في الخارج- وهم لا يتوانون بصرف ميزانيات كبيرة على الـ”فورمات” على حساب الأفكار المستحدثة والفردية. فبرنامج كـ”نجمة العرب” مثلاً هو فكرة جديدة من حيث تركيبته وتفاصيله الغير موجودة في اي برامج أخرى، من هنا أعتقد أن الفكرة حينما تكون قريبة وغير منمقة سوف تنجح غير أن المحطات تفضل عدم المغامرة بتبنيها فيذهبون نحو تلك الجاهزة والتي أثبتت نجاحها عالمياً .

 حصلت على تكريمات كثيرة خلال مسيرتك الإعلامية، ما الذي تعنيه لك هذه التكريمات؟ وما الأقرب منها لقلبك؟

كل التكريمات التي حصلت عليها تعني لي الكثير ولها مكانة خاصة عندي، فهي اعتراف بوجودي بعد كل هذه السنين، وبالتالي تجعلني أشعر أن تعبي لم يذهب هدراً. والتكريم بالنسبة لي صغيراً كان أم كبيراً، احتفظ به حتى اليوم ويعطيني دفعاً كل ما رأيته. فأول تكريم حصلت عليه كان في التلفزيون الجزائري في بداية مسيرتي الإعلامية ك”أفضل مذيع”، من بعد انضمامي لقناة “أم بي سي” حصلت على جائزة “أفضل مذيع” عام 1996 ، بعدها كرمتني مجلة “سيدتي ” في عام 1998 في لفتة مميزة كـ”أشيك مذيع” وما زلت أحتفظ بالمجلة حتى اليوم ، لتتالى بعدها التكريمات المختلفة التي تشعرني في كل مرة بالسعادة والفخر، وتدفعني دوماً لتقديم الأفضل والمضي قدماً.

 تجربة اكتشاف مواهب مع نبيلة عبيد هل احببتها و هل سيكون هناك موسم جديد؟

برنامج “نجمة العرب” كانت تجربة جميلة جداً على الصعيدين الشخصي والمهني، فشخصياً تعرّفت على نجمة كبيرة جداً وأحببتها أكثر حين تقربت منها واكتشفت الجانب الخاص من شخصيتها، فنبيلة عبيد هي نجمة مصر الاولى التي تربطني بها الآن علاقة صداقة متينة. فهذه الفنانة الكبيرة هي أنسانة كبيرة جداً أيضاً بانسانيتها واخلاقها. وفي الجانب الآخر، اختبرت مهنتي من منظار مختلف مع المسرح والكواليس وقد تعبنا انتاجياً ايضاً لا سيما مع سفرنا من بلد لآخر ، ما يدفعني لاعتبار هذه التجربة ناجحة بالنسبة لي حتى ولوكانت جماهرياً تجربة خجولة من حيث الانتشار والمشاهدة، فالبرنامج لم يأخذ حقه من حيث الترويج، ونسبةً للإمكانيات الانتاجية و الميزانية الخجولة التي رصدت له فإنه يعتبر ناجح

 كيف تتابع تحضيرات الحلقات في ب بيروت كل يوم و هل تراقب الحلقات اثناء سفرك

أحرص على متابعة كافة تحضيرات البرنامج بشكل يومي ودؤوب، فأنا على اضلاع بالتفاصيل الصغيرة في سفري كما لو أنني موجود في الاستوديو. فالمواضيع والضيوف والأخبار كلها أعتبرها من مسؤوليتي ليس فقط لأنني رئيس تحرير البرنامج، بل لأنني اعتبر هذا البرنامج “طفلي الصغير” من هنا حرصي على تفاصيله اليومية بدقة ومن غير كلل لاني أيضاً اعتبر هذا البرنامج هواية لي وليس فقط مهنة

 اي مذيع عربي او اجنبي انت متأثر به أو تميل لأسلوبه في التقديم؟

في صغري كنت أحب مروان صواف، فقد كان يجذبني تنمقه في اللغة العربية وحضوره وأسئلته الراقية لكن أنا متأثر أكثر بالمذيعين الأجانب منهم “ميشيل دروكير” من محطة فرانس 2 الفرنسية وأشعر أنني منتمي أكثر للمدرسة الإعلامية الأجنبية من حيث العفوية والمضمون طبعاً مع لفحتي العربية الخاصة

 لو سنحت لك الفرصة تغيير شيء في حياتك . ماذا سيكون؟

أنا سعيد الحمدالله بكل ما مررت به في حياتي وبكل ما اكتسبته، لكنني بالطبع كنت أود لو أنني استطعت ان اختذل قليلاً من سنوات الغربة وقضاء وقت اكثر مع والدتي رحمها الله، فهذا الشيء الوحيد الذي قد أود تغيره. أما بالنسبة لكل شيء آخر شخصي كان أم مهني ، فقد تعلمت منه وما زلت أحصد إيجابياته وسلبياته حتى اليوم، وهذا أمر لا يمكنني أن أندم عليه أو أود تغييره

 هل برأيك اختلف رأي و ثقافة المشاهد مقارنة ببرامج رياض شرارة و حكمت وهبي

طبعاً اختلفت ثقافة المشاهد ومعاييره والسبب في ذلك هي وسائل الإعلام نفسها وبروز وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها . فقبل قبلونا كمذيعين، كنا نخضع للجنة تحكيم تختارنا وتدربنا وكنا نُحاسب إذا ما أخللنا بالنصوص وبقواعد اللغة العربية وتحريك الكلمات والجمل ، لكن اليوم مع كثرة وسائل الإعلام وتراخيها في هذا الإطار أصبح التلفزيون مباحاً للجميع من دون حسيب أو رقيب أو مسؤولية واختلفت مقاييس النجوم. فاليوم ممكن لأي كان أن بطل عبر الانترنت ويصبح مشهوراً، برامج الهواة أصبحت تنتج النجوم ومعهم المعجبين بالملايين بغض النظر عن حقيقة موهبتهم واستحقاقهم لهذ النجومية. فـ ألله على أيام الأستاذة أمثال رياض شرارة وحكمت وهبي الذين تعلمنا منهم الكثير وكانوا مدارس إعلامية ، وعلى الإعلامي اليوم أن يتماشى مع زمنه ويتعايش معه مع المحافظة على روحيته وثقافته الخاصين.

 يقال أن الإعلام رسالة كيف تترجم هذه المقولة برأيك؟

فعلاً الإعلام رسالة تختلف من إعلامي لآخر بحسب شخصيته ومعتقدات، ه فرسالتي هي تقديم إعلام نظيف والوصول إلى الناس بعفوية والمحافظة على القليل من القيم التي ما زالت موجودة في مجتمعاتنا العربية وأدعو الله توفيقي في هذه المسيرة

جان بيار فريسكور – بيروت

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here