ودّعت تونس، اليوم السبت، رئيسها الباجي قائد السبسي، أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في البلاد، في جنازة دولة حضرها عدد من قادة العالم وسط إجراءات أمنية مشددة.
ونقل الجثمان من دار السلام، مقر الإقامة الرئاسية، إلى قصر قرطاج الرئاسي، قبيل مواراته الثرى في مقبرة الجلاز، مرورا بعدة شوارع في العاصمة بعد التأبين الرسمي
وتجمّع آلاف التّونسيين لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس التونسي الراحل
وقال الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر، خلال تأبين أقيم بحضور عدد من الرؤساء والقادة، “تحمّل فقيدنا المسؤوليات الكبرى في الدولة.. ترك أثرا لا يمحى وبصمات لا تنسى، في نضال متواصل من أجل ترسيخ مبادئ الحرية”
وأضاف الناصر: “نجح السبسي، في تأمين الانتقال الديمقراطي، وضمان استقرار البلاد، وإجراء أول انتخابات حرة وديمقراطية في 2011”.
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال التأبين، إن “السبسي رئيس فقدته الأمة العربية والإسلامية، وفقدته أيضا فلسطين وتونس والإنسانية جمعاء”
وتابع عباس: “جئنا من فلسطين لتقديم واجب العزاء احتراما وتقديرا للزعيم والمناضل والأخ والصديق السبسي.. هو الذي حمى تونس، وحافظ على استقرارها في أصعب الظروف”.
من جهته، اعتبر الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، فقدان السبسي خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبي السلام في العالم
وقال بن صالح: “جئنا لنقاسمكم المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة تونس.. عرفناه (السبسي) في أيام المحنة (مقاومة الاستعمار الفرنسي للجزائر) فقد دعمنا وناصر قضيتنا”
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال خلال التأبين، “نحن اليوم هنا لتوديع وتكريم الرئيس الراحل، ويبدو أن قدره مرتبط بتونس، حيث إنه توفي في اليوم الوطني لتونس”
وأعرب ماكرون عن “تضامن الشعب الفرنسي مع الشعب التونسي الصديق”، لافتا إلى أنه تعلم الكثير من الرئيس الراحل
وفي وقت سابق السبت، انطلقت مراسم تأبين قايد السبسي، ووضع جثمانه على عربة عسكرية تقدمها فوج الشرف التابع للجيش، يحيط بها ضباط من الجيوش الثلاثة (البرية والبحرية والجوية
وتقدم الموكب ثلاثة شيوخ رددوا ترانيم دينية، قبل أن تعزف فرقة الموسيقى العسكرية تحية للرئيس الراحل