Home شارع الضباب أوتوستراد… الموت السريع: دولة لا تحرّكها الا الفاجعات؟

أوتوستراد… الموت السريع: دولة لا تحرّكها الا الفاجعات؟

765
0

أهي حفرة؟…لا تبدو كذلك! خندق، هاوية؟ أو مخلفات زلزال مدمر؟! لا تصحّ فيها اي تسمية ولا يليق بها وصفٌ. لعلها مجرد “مصيدة”، تبلع أرواح البشر. بشرٌ يعيشون “رخصاء”، ويموتون بأرخص الوسائل. كأنهم فئران، قدرهم ان يشقوا بحثاً عن لقمة عيش…لينتهوا تحت قضبان المصيدة!
هنا اوتوستراد المتن السريع : الشريان الحيوي لمنطقة المتن بكاملها. يسلكه يوميا آلاف المواطنين الآتين من مناطق كثيرة قريبة وبعيدة. الاوتوستراد يبدو عجوزا منذ سنوات. حاله حال طرقات عديدة في لبنان، حيث لا حُكم الا للاهمال. الجميع يتقاذف المسؤولية ويتبرأ منها، كالعادة. هنا أيضاً وأيضاً، تغيب الانارة وتنعدم الصيانة. ربما، اعتاد اللبنانيون ، مكرهين، على الامر. لكن أن تصل حدود الاهمال الى أقصى درجات الخطر، غير مقبول اطلاقاً.
فسلوك الاوتوستراد باتجاه بيروت، بات ضرباً من ضروب الجنون والمجازفة. فهنا، “دائرة” موت كبيرة، تتسعّ يوماً بعد يوم، تحت أعين الدولة! وقد يتفاجأ المواطنون قريباً بأن الاوتوستراد قُطع ولم يعد سالكاً، مع توّسع الحفرة لتمتدّ على عرض المسلك بكامله.
حفرة؟ هي ليست كذلك تماماً. هي طريق خسفت، فتآكل نصف المسلك. ومع هطول الامطار بغزارة حالياً، تتسع الفجوة بسرعة هائلة. منذ مدةّ، وعوض الشروع بتصليح الطريق، تمّ وضع المربعات البلاستيكية لتنبيه السائقين. الا ان تلك المربعات ما لبثت ان سقطت داخل “الحفرة” مع اتساعها. وعليه، لا اشارة صغيرة تدلّ سالكي الطريق الذين يقودون عادة بسرعة أقلها 100 كيلومتر على الاوتوستراد، الى ضرورة الانعطاف تجنبا للوقوع فيها. حادثٌ اذا ما حصل، قد يحصد حياة من بداخل السيارة.
من المسؤول؟ سؤال تقليدي، ومن التقاليد ألا يجد جوابا شافيا! فوزارة الأشغال تقول أنها لم تستلم الاوتوستراد لأنه ليس من ضمن صلاحياتها، بينما مجلس الانماء والاعمار يؤكد أنه سلّم المشروع لوزارة الأشغال! دواّمة معيبة، لا نهاية لها الا بنهاية النظام المركزي الحالي العفن
.
فهل يتحرك المعنيون لاصلاح الاوتوستراد الحيوي فوراً، خصوصا وان المواطنين يتخوّفون من ان تقطع الطريق بالكامل فيضطرون الى سلوك طرق اخرى اطول للوصول الى مقرات عملهم، هذا عوضاً عن خطر الموت الدائم المحدق بهم؟! أم ان الدولة الكريمة لا تتحرّك الا بعد وقوع الفاجعات…اذا ما تحركت أصلاً؟!
ريبيكا سليمان

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here