بقلم: ولـيد بـويـز
إنَّ مصطلح القدرات فوق الحسيَّة يطلق غالبا على ثلاثة أنواع متميّزة من الظواهر النفسيّة فوق الطبيعيّة:
- التخاطر
- الاستبصار
- التنبؤ
أمّا التخاطر فهو التجاوب والاتّصال بين ذهن وآخر، وهو نوعان:
- ما يُسمّى توارد الافكار وهو ان يكون هناك شخصان يتّفقان في وقت واحد على النطق، فهما تواصلا وتجاوبا في وقتٍ واحد بشيء واحد…
- التخاطر وهو ان يكون هناك رسالة ذهنيَّه موجَّهه من شخص الى آخر فيكون هنا ثلاثة عناصر:
أ) مرسل
ب) مستقبل
ج) رسالة
والتخاطر telepathy هو قدرة عقل الشخص على الاتّصال بعقل شخص آخر دون وجود وسيط فيزيقي، ولا يعرف احد كيف يتم هذا الاتصال او ماهيّة الطاقات او طريقة العمل الداخلة فيه بمعنى اننا نعرف هذه الحقائق من خلال ظهور نتائجها وحدوثها في الخارج. إنَّ الجواب عن كيفيَّة حدوث التخاطُر لربما يكون تفسيره هو النشاط الكهربي للعقل، وهذا يتضمن وجود مجال كهرمغناطيسي يصنع بطريقة ما بواسطة الشخصية المسيطرة والتي تولد مثلما تستقبل أشكالا أو نبضات مشحونة بالكهرباء. فالعلماء الأمريكيين وهم أوَّل من تحدَّث باسهاب عن التخاطر قد برهنوا على أنَّ الأشخاص الذين يتمتّعون بحساسيَّة شديدة يمكن ان تقفل عليهم في أقفاص او أن يوضعوا في صناديق مبطّنة بألواح الرصاص الثقيل وهي جميعاً عازلة لاستقبال ايّة امواج كهرمغناطيسيّة يُحتمل دخولها من الخارج، ومع هذا فقد سجلت حوادث رسمية انه بالفعل تم حدوث التخاطر رغم كل هذه التحصينات مما يدل على وجاهة هذا الافتراض.
يُشترط في المرسل ان يكون متحفّزاً منفعلاً (غير مسترخي) لكن هذا لا ينفي ان يكون هذا الانفعال آتياً عقب استرخاء حتى يمكنه الاسترخاء من رؤية دقيقة للشخص الذي يأمل ارسال رساله ذهنية اليه! أمّا المستقبل فيلزم ان يكون هادئاً مسترخياً وقتها وأن يكون مهيّئاً نفسيّاً وذهنيّاً لتلقّي الرساله الفكريّة القادمة، وأفضل وقت لارسال رسالة فكرية هو حينما يكون الآخر نائماً، فإنّ لاوعيه يكون مهيّئاً وسهل التأثير عليه. ولهذا كان اكثر مظاهر التخاطر شيوعاً حينما يكون المرسل منفعلاً ومستحضراً بشكل قوي لأدق التفاصيل عن الشخص المرسل اليه (نبرة الصوت، الوجه، طريقة الجلوس، الابتسامه…). بعد تحديد الرسالة وتصوّر الشخص المرسل اليه لا بدّ أن تنفعل وتتحدّث اليه وتُشعر نفسك انك في اتصال معه… ربما تصله الإشارة بشكل منام او ان يسمع صوتاً أو يشعر بجسدك قريباً منه.
لكي تكون الفكرة مؤثّرة في الآخر يجب ان تكون قويّة وكثيفة (مركّزة)، فالفكر الضعيف او الفكرة التي نتجت من تركيز مختل لا يمكن ان تؤثّر، فإنّه لكي تصل الفكرة وتحدث تأثيرها في الآخرين لابدّ من مستقبل لديه الإستعداد والاسترخاء والفراغ في قلبه لمثل هذه الفكرة، إذن هناك مرسل يلزمه فكرة قويّة مركّزة وهو الذي يسمّيها “وليم ووكر” الحصر الفكري، وهناك مكان قابل من المرسل اليه بان يكون مسترخياً ومهيّئاً لإستقبال الفكرة المرسلة. فانّك حينما تفكّر في شخص فانّ هناك تيّارا اثيريّاً او مساراً ينبعث بينكما من خلاله تنطلق الفكرة، ولكي تصل لا بدّ من طاقة وقوّة وشحنة كهرومغناطيسيّة قادرة على تأدية المهمّة. الاّ أنّه وان كانت المعرفه بين المرسل والمرسل اليه ليست مهمّة أيضاً الاّ أنّه اذا كانت هناك علاقة عاطفيّة بينهما فإنّ التأثير يكون اقوى واشد بينهما والاقوى منهما يحصل منه التأثير بقدر ما يمتكله من قدرة ذهنيّة ونفسيّة فوق طبيعيّة. ولهذا كان المُحب يحرّك المحبوب اليه فيتحرّك بحركة الرساله الذهنيّة منه اليه حتى يصبح الثابت (المحبوب) متحرّكاً (مُحبّاً) بحركة المُحب.
لهذا ايضا يحسن بالانسان ان يُحسن اختيار صحبته لانَّ الرفقه والصحبة يحرّكون الانسان بقدر ما لديهم من حبٍّ له فالحب محرك قوي ويسري في الانسان وتاثيره يأتي بشكلٍ خفي ولطيف! كما أنَّ المرأة أقوى على التخاطُر والاستبصار من الرجل وقدرتها على قراءة الافكار شيء مذهل ويفوق ما لدى الرجل بمراحل نظراً لقوَّة عاطفتها ومشاعرها.
أمّا الاستبصار فهو القدره على رؤية الاشياء من بعد دون الاعتماد على امور ماديّة محسوسة، والتنبّؤ هو القدرة على التعرُّف على امور لم تحدث بعد دون الإعتماد على امور ماديّة محسوسة. فعندما نفكّر نُرسل في الفضاء اهتزازات مادّة دقيقة أثيريّة لها نفس وجود الأبخرة والغازات الطيّارة أو السوائل والأجسام الصلبة ولو أننا لا نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا، تماماً كما أننا لا نرى الاهتزازات المغنطيسيّة المنبعثة من حجر المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد. هذه الافكار التي تنبعث منّا الى الاخرين لا تذهب سدى بل كل فكر ينطلق منّا وينطلق من الآخرين نحونا فانه يؤثّر فينا ونتأثّر به، ونحن اما ان نكون في دور المؤثّر او المتأثّر، الفاعل او المنفعل، فما من شيء نفكّر به ونركّز عليه الاّ ويلقى مكاناً يؤثّر فيه. فالافكار كما قيل هي عبارة عن اشياء وان كانت لا تُرى لكن لها تأثيرها كالهواء نتنفسه ونستنشقه ونتأثّر به وهو لا يُرى.
وبالتالي بات ضروريّاً ان ندرك اهميّة ما تفعله الافكار فينا من حيث لا نشعر… هل مرّ بك أن شعرت بشعور خفي يسري فيك مثل ان تكون في حالة ايجابيّة وفجأة تتحوّل الى حالة سلبيّة؟ ربما كان ذلك بسبب انك أتحت بعض الوقت للتفكير بفلان من الناس، فالتفكير بأي انسان كما يقول علماء الطاقة يُتيح اتّصالاً اثيريّاً يكون تحته اربع احتمالات إمّا ان يكون هو ايجابيّاً وانت ايجابي فكلاكما سيقوّي الاخر، أو أنّه ايجابي وانت سلبي وهنا انت ستتأثّر به فتكون ايجابيّاً وهو سيصبح سلبيّاً، أو أن تكون انت ايجابيّا وهو سلبي، او أن تكونا سلبيين وهذا اخطرهم! كذلك حين تفكّر بالخوف أو الشجاعة بالحب او البغض فانَّ جميع النماذج التي حولك وجميع الاشخاص الذين هم امامك ممن يعيشون نفس هذا الشعورسينالك منهم حظ بمعنى انك لو فكّرت بالشجاعه فانَّ كل شجاعة تطوف حولك ستهبك من خيرها وإن فكّرت في الخوف فإنَّ كل خوف حولك وكل خوف يحمله انسان امامك سينالك منه حظ.
وهكذا اذن:
- نحن نتأثَّر ونؤثّر في الاخرين عبر مسارات فكريّة ذهنيّة غير مرئيّة
- اننا نجذب الينا ما نفكّر فيه
- اننا وان كنّا في حالةٍ ايجابيّة فاننا معرّضون للحالات السلبية إن كان محور تفكيرنا نماذج تعيش الآن حالة سلبيّة
كل هذا يؤكّد اهميّة الافكار وما تصنعه وما تحدثه في ذواتنا وعلى من هم حولنا… فلنتذكّر دوماً انَّ الافكار تنتقل عبر الاثير واننا مع التدريب نقدر على التعرُّف على هذه الافكار وكيف يشعر الاخر نحونا، وكيف نستغل هذه الرسائل الأثيريّة في التأثير على الآخر.
شرح ابتدائي للقوى الخارقة
أبدأ بقول أنَّ كل انسان لديه قوى خارقة، فمثلاً، عندما يرن الهاتف وتشعر بانَّ المتّصل فلان و يصدق احساسك، أو عندما تشعر بأنَّ فلان يفكّر بك ويتضح انَّ ذلك صحيح، او ان تشعر بأنَّ حدث معيَّن يحدث ويتضح انه يحدث في الحقيقة، او ان تحلم بشيء ويتحقّق… من اين عرفت هذا كلّه؟ ليست هذه حواس طبيعيَّة بل حواس خارقة ومن هنا نجد انَّه بالفعل كل انسان لديه حواس خارقة والفرق بين الفرد العادي والمحترف هو بكون المحترف يمكنه ان يشغِّل هذه الحواس في الوقت الذي يريده بينما الفرد العادي تشتغل هذه الحواس لديه في اوقات قليلة ونسميها صدفة.
ويمكن ان نسمي الحواس الخارقة بامتداد للحواس العاديّة Senses Extension في القوى الخارقة مثلاً رؤية ما يحدث في مكانٍ ما clairvoyance هو امتداد لحاسة النظر العاديَّة، والتخاطر telepathy هو امتداد للقدرة علي الكلام والتحدُّث، لكن معظم الناس تحب ان تسمّي هذه الحواس حواساً خارقPsychic Powers . وكما ذكرنا بأنَّ القوي الخارقة هي في غاية السهولة، يحدث الأمر كالتالي:
حاول ان تتذكّر ماذا فعلت في نفس هذا اليوم من الاسبوع الماضي في المساء ولا تقلق ان لم تتذّكر. الان غير مهمٍّ ان تذكّرت أم لا المهم ماذا فعلت؟ وهل تذكّرت بصورةٍ ملوّنة؟ أيّاً كان ما فعلت فيمكن ان نقسم الخطوات هكذا:
- الارادة (اردت ان تتذكّر ما حدث)
- الطلب (طلبت من عقلك ان يأتي بالمعلومات)
- الانتظار (انتظرت حتي تأتي المعلومة التي طلبتها مع امكانيّة ان تأتي المعلومة بعد فترة)
هذا هو الحال نفسه مع الحواس الخارقة، مع اختلاف المصدر الذي تأتي منه المعلومات!